قال اخصائي كبير ان جميع الدول التي شهدت صراعات وحروب تقدمت في مجال الجراحات التجميلية والتقويمية، مؤكدا تخلف العراق عن هذا المجال بـ30 عاما، مشيرا الى ان البلاد لا تمتلك غير مستشفى تخصصي واحد يقدم ما نسبته 5% من خدمات العلاج.
واوضح اخصائي الجراحة التقويمية أن أطباء التجميل العراقيين لا يتجاوزون 50 طبيبا في حين ينتظر عشرات الآلاف من جرحى اعمال العنف دورهم لاجراء العمليات ومعظمهم من العسكريين.
ويؤكد الجراح أن ابرز المشاكل التي تواجهها جراحة التجميل هي قلة اطباء التخدير، مشيرا الى أن عمليات تجميل الانف والأجفان هي الاكثر اقبالا في العراق.
وفي مقابلة موسعة مع "العالم" امس السبت، قال الدكتور أسام أحمد ابراهيم، اخصائي التجميل والجراحة التقويمية، إن "جميع الدول التي شهدت صراعات وحروب كالتي شهدها العراق تقدمت في مجال الجراحات التجميلية والتقويمية ما عدا العراق الذي تراجع في هذا الاختصاص رغم الحروب والمآسي التي شهدها".
ويعزو ذلك إلى "طوق العزلة التي فرضت على البلاد في زمن النظام السابق، وان ملاكاتنا الطبية في هذا الاختصاص لم تطلع على تجارب الدول الاخرى وعن نفسي اقول اني ذهبت موفدا خارج العراق لاول مرة في حياتي المهنية في اواخر عام 2003 في وقت يحتاج اي طبيب الى المشاركة في مؤتمر واحد سنويا على الاقل ليتابع آخر التطورات العلمية".
ويصف ابراهيم العزلة التي مر بها أطباء التجميل بأنها "ممزوجة بكبرياء كبار اخصائيينا وقد جعلت المواطن يعتقد ان العلاج هنا هو الافضل ولاوجود لمثيله ولكن بعد احداث 2003 وثورة الاتصالات الكبيرة واتاحة السفر للجمهور تيقين المواطن ان ما كان متوافرا في العراق من امكانات فيما يتعلق باختصاصنا هو ليس الافضل واكتشف اننا متخلفون عن هذا الاختصاص بـ30 عاما على الاقل". ويوضح اخصائي التجميل والجراحة التقويمية هذا التخلف بقوله "هناك جزء من الجراحة التجميلية يدعى الجراحة المجهرية وهو الاهم في هذا الاختصاص وتدور الجراحات التجميلية في فلكه".
ويؤكد "لم يتم زج اي ملاكات طبية لتتدرب على هذا الجزء من الجراحات التجميلية"، ويضيف "كنت بارعا في هذا المجال ولكن لم اجد مرضى لأجري لهم هذا النوع من العمليات وذلك لانعدام الوعي الصحي لدى مرضانا، في وقت كنا نجري العمليات بكفوف مستعملة ونعمد لتعقيمها ويصب لنا الماء لتغسيل ايدينا بقوارير المراحيض البلاستيكية ومع هذا كنا نجري هذا النوع من العمليات المعقدة التي تعيد الحياة للاعصاب الممزقة واجريت وزميل لي نحو 90 عملية من هذا النوع حتى العام 2003".
ويتابع أخصائي التجميل الحديث عن تجربته الخاصة "بعد 2003 تخصصت بجراحة تجميل الظفيرة العصبية التي لا يجريها سواي في العراق، ووصل طابور المنتظرين لاجراء هذه العملية في مستشفى الواسطي للجراحات التجميلية والتقويمية حتى 3 اشهر ولم اهمل طلابي في الاشراف على دراساتهم رغم انشغالي في المشفى