عندما نفقد من نحب

الفراق

عندما نفقد من نحب...
فاننا نقف أمام صرح الذكرى عرايا من الكلمات
والدمع بأعيننا هو كل ما نملك...نطرق بابه على استحياء..
ليصحبنا الألم فى طريق اللانهاية..
نلقى نظرة أخيرة على ذلك الماضى السعيد
وتتلعثم الأحرف فوق ألسنتنا فنرحل دون وداع
حاملين بين أيدينا كل الصور والذكريات
نسير فى ذلك الطريق وتملأنا الدهشة...
فالناس هنا بلا ملامح..ولا يحملون أسماء
حتى المرايا فارغة لا تحمل صورنا أو صور من نحب
أو أىّ من تلك الملامح التى اعتدنا أن نراها
ليخبرنا الألم سريعا بأن طريق اللانهاية
تسكنه فقط المشاعر العليلة..والأحاسيس الممزقة..
فعندما نفقد من نحب..
نفقد معه كل صلة لنا بالواقع والحياة..
فنحن لا نعرف منها سوى وجوده فيها..
عندما نفقد من نحب
يودع الكون ألوانه..ويعانق الخريف كل ايام السنة..
ننادى بكل ما بقى فى داخلنا من قوة....لماذا رحلتم دون وداع..؟؟؟
وكل ما نحصل عليه صمت يمزق جدران الكلمات
ويبعثر الأحرف والأوراق..
نحتسى كأس الألم حتى الثمالة..ونمضى على حافة الطريق نهذى باللامعنى
تتسرب دون أن ندرى اللحظات
لنصبح أجساد متهالكة..تحملنا خطانا الى قبر دفنا فيه قلوبنا بما تحمل من بقايا الماضى..
لنضع عليه كل الصور والأبيات وبعض الورود الذابلة...
فعندما نفقد من نحب...
نصير جسد بلا روح..وجه بلا خطوط أو قسمات..ذكرى بلا أحداث
تتوه خطواتنا فى بلاد متفرقة بلا علامات نفقد فيها طريق العودة
نصير رسائل بلا أحرف أو عنوان..
نغفو على نصل الوحدة مزروع بخاصرتنا
وقد تساوى لدينا الضحك والبكاء..الحزن والسعادة
وتساوت لدينا كل المشاعر....
ها نحن نمضى تحت الأمطار نحمل بين ضلوعنا بقايا انسان...
فعندما نفقد من نحب...
نؤمن أخيرا بأن الليل أسود...
والأمل مجرد رواية زائفة نلون بها الواقع المعتم
نؤمن بأن البحر مجرد مياه والسماء ليست زرقاء
نفقد الطريق الى انفسنا..ونظل أسرى لذكرى مؤلمة
فعندما نفقد من نحب......
نحمل بين طيات جروحنا صورة لانسان وعدنا ألا يفارقنا
لكنه بطريقة ما...
خلف وعده